*نسخة تجريبية

عبدالله بن عبدالرحمن السنيد

« سيرة عبدالله السنيد بين الهجرة والعمل »

صورة عبدالله بن عبدالرحمن السنيد

صورة عبدالله بن عبدالرحمن السنيد

هو «أبو فهد» عبدالله بن عبدالرحمن بن سنيد بن راشد بن غنيم بن محمد بن سليمان بن سيف من الخميس من المحطحط من المقيبل من المسكا من العبدة من السبعة من ضنا عبيد من بشر من عنزة.

هاجر والده «عبدالرحمن» مع والدته «نورة بنت فهد العليط» من «نجد» إلى «سوق الشيوخ» في العراق مروراً بالكويت في طلب الرزق في الفترة التي كانت نجد فيها من أفقر المناطق في الجزيرة العربية.

ولد «عبدالله» في مدينة «سوق الشيوخ» في العراق عام «1329» للهجرة على خلافا لما يعتقده كثير من معارفه من أن مولده كان في «بريدة» ، تعلم القراءة و الكتابة في «الكتاتيب» في المساجد.

نشأ يتيم الأم حيث توفيت والدته و قد جاوز العاشرة من عمره و تركته و إخوته «سنيد و حصة» فتزوج والده من زوجته الثانية «كميلة» و رزق منها بابنيه «عبدالعزيز و ناصر».

عاد إلى موطنه «بريدة» في مطلع شبابه في قرابة الخامسة عشرة من عمره قرابة «1347 هـ» و استقر فيها ، و تزوج من ابنة عمه «منيرة بنت محمد» ، ولكنه لم يلبث كثيرا بعد زواجه فسافر إلى الكويت و البحرين ساعياً في طلب الرزق تاركاً ابنة عمه مع والدها ، و مع أنه كان لا يجيد السباحة فقد جرب و لمرة واحدة مهنة الغوص التي كانت سائدة في دول الخليج آن ذاك ، و من ثم التحق بقوات الملك «عبدالعزيز» بما عرف «بالمجاهدين / المتطوعين» التي كانت متوجهة إلى جنوب غرب الجزيرة الذي يعرف اليوم بمنطقة «جازان» أو كما يسميه البعض «اليمن السعودي» ، و كان من ضمن المجموعة المشرفة على مؤنة الجيش خلال حملة الملك «عبدالعزيز» على تلك المنطقة بقيادة ابنه الملك «فيصل».

وعندما استقر الأمر لآل «سعود» في المنطقة و أراد الجيش العودة أصدر الملك قراراً بإبقاء و تعيين بعض «أهل نجد» في المنطقة للإشراف على حاجة الناس و لتأكيد تبعية المنطقة له، فكان القرار بتعيين الوالد «عبدالله» كاتب عدل لمنطقة «صامطة» على الحدود مع اليمن بناءً على توصية و تزكية قاضي المنطقة و كان «عبدالله» قد قارب الواحدة و العشرين من عمره ، و كان من ضمن مجموعة صغيرة ممن رافق الجيش ممن يعرفون الكتابة و القراءة آن ذاك.

في تلك الفترة عاد والده «عبدالرحمن» إلى «بريدة» برفقة ولده «سنيد» و ابنته «حصة» كما أن زوجة «عبدالله» كانت قد وضعت مولودها الأول «فهد».

و عاد «عبدالله» إلى «بريدة» في أول زيارة له بعد سفره منها و وجد ابنه «فهد» قد جاوز السابعة من عمره، فمكث معهم فترة وجيزة ثم عاد إلى عمله في منطقة «صامطة» بجازان.

كانت الحياة في نجد قد تغيرت كثيراً فقد بدأ الاستقرار و الخير ينبتان فيها مما دفع والده «عبدالرحمن» إلى مخاطبة الملك «عبدالعزيز» في أخر أيامه و طلب منه إرجاع إبنه «عبد الله» و نقل مهام عمله إلى الرياض.

وقد تم له ذلك ونقل «عبدالله» للعمل مع الخاصة الملكية في «الرياض» بناء على أمر الملك «سعود» في «الرياض» و من ثم عمل كاتب بأمارة «القطيف» ثم أمارة «الخبر» ثم نقل كمندوب لمالية منطقة «الأحساء» في «الرياض» و من ثم تم نقله إلى ديوان «الطبيشي» و من ثم عين مديراً لديوان «الطبيشي» و من ثم اختير مديراً عاما لأحد الأجهزة الأمنية و لكنه قرر التقاعد قبل صدور قرار التعيين ، و مما يجدر ذكره أن الوالد «عبدالله» لم يتحصل على إجازة رسمية من وظيفته طيلة حياته الوظيفية لدى الدولة التي بلغت ثلاثين سنة.

و بعد تقاعده أستقر في مدينة «الدمام» و عمل في مختلف أنواع التجارة من مقاولات بناء و استيراد و صناعة و عقار، فقد كان من أوائل التجار الذين أنشؤوا مصانع الطابوق و البلاط إضافة إلى مصنع للحجر الصناعي ، كما قام باستيراد السيارات ومنتجات العصير و المعلبات من «أوروبا» ، إضافة إلى زيوت المحركات و تجارة العقار لحسابه الخاص.

كان الوالد «رحمه الله» موضع ثقة و احترام كل من عامله و كان له تقديره و مكانته المتميزة في نفوس من عاشروه ، كان معتدل القامة ، يميل إلى القصر ، حنطي اللون، ذو فطنة و بديهة متميزة ، شديد الملاحظة صادق الكلمة و ذو حزم.

امتاز بكرمه فأحبه الجميع ، فقد كان بيته دار ضيافة للوافدين و طالبي الوظائف من أهل «نجد» و غيرها من المناطق ، و قد كانوا يقيمون لديه الأيام و الأسابيع العديدة حتى يمن الله عليهم بالوظائف ، و امتاز بحفظ الأمانة فأتمنه كثير ممن عاشروه من ضمنهم سمو الأمير «نايف بن عبدالعزيز» و معالي الشيخ «عبدالرحمن الطبيشي» فقد أوكلوا إليه مصالحهم في المنطقة الشرقية من البلاد.

توفي الوالد في ظهيرة يوم «25/8/1404هـ» على أثر جلطة في الدماغ مكث بعدها خمسة أيام في مستشفى الدكتور «محمد فخري» بمدينة «الخبر» ، كان معظم وقته في المستشفى في غيبوبة شبه مستمرة ، فإذا استيقظ طلب الصلاة قائماً مع عدم قدرته و في قرابة الساعة الثانية من ظهر يوم «25/8/ 1404» استيقظ الوالد «رحمة الله عليه» و تلفظ بالشهادتين و فارق الحياة و لقد كنت أنا الوحيد لديه ساعة وفاته.

توفي الوالد عن ثلاثة زوجات و ثمانية أبناء «فهد ، أحمد ، عبدالرحمن ، راشد ، عبدالمحسن، محمد ، سامي ، عبدالحميد» و سبعة بنات ، و من أبنائه «سليمان» الذي توفي في حياة والده، و خلف لورثته الكثير و أهم ما خلف لهم السمعة الطيبة و الذكر الحسن عند الناس ممن عرفوه وعاشروه أو سمعوا به.

المناصب والأشغال التي شغلها في حياته:
- كاتب عدل منطقة «صامطة» من «1/9/1354» إلى «12/11/1358»\
- كاتب بأمارة «القطيف» من «20/5/1359»
- كاتب بأمارة «الخبر» من «17/11/1359»
-مندوب مالية «الأحساء» في «الرياض» من «1/7/ 1363»
- كاتب في مكتب «الطبيشي» في الديوان الملكي في «الرياض» من «1/11/1365»
- مدير مكتب «الطبيشي» من «1/1/1377» إلى «1/3/1384 هـ»

«نهاية المقالة»