هو «أبو نبيل» عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سنيد بن راشد بن غنيم بن محمد بن سليمان بن سيف من الخميس من المحطحط من المقيبل من المسكا من العبدة من السبعة من ضنا عبيد من بشر من عنزة.
هاجر والده «عبدالرحمن» من «نجد» إلى «سوق الشيوخ» في العراق مروراً بالكويت في طلب الرزق في الفترة التي كانت «نجد» فيها من أفقر المناطق في الجزيرة العربية، و بعد وفاة زوجته الأولى «نورة بنت فهد العليط» تزوج من «كميلة بنت محمد الضاحي آل بوعايشة» من أهالي «الأحساء» الذين هاجروا إلى العراق في طلب الرزق ، التي ولدت ابنها الأول «عبدالعزيز» عام «1344هـ/1922م» ثم الثاني «ناصر» عام «1346هـ» ، و بعد وفاة والده «عبدالرحمن» عام «1368هـ» عاد إلى مدينة «الدمام».
أحب «عبدالعزيز» الصحافة و الكتابة فيها منذ صباه، فدرس الابتدائية في صباه في العراق و أكمل المرحلتين المتوسطة و الثانوية في دمشق خلال إقامته فيها وقد جاوز الأربعينيات من عمره، و ثم دخل في المرحلة الجامعية حيث درس الحقوق و لكنه لم يكمل دراسته لظروف خاصة.
عمل في بداية حياته بدائرة التعلم في شركة «أرامكو السعودية» التي كانت تسمى آنذاك بشركة «الزيت العربية الأمريكية»، وانتخب رئيس اللجنة العمالية فيها، ثم انتقل للعمل كرئيس شعبة الرخص و العقود بمصلحة العمل و العمال في «الدمام»، و من ثم انتخب عضواً في أول مجلس بلدي بالدمام.
كان «عبدالعزيز» مولعًا بالسياسة و بالحقوق العمالية مما كان له كبير الأثر في سير مجريات حياته العامة والخاصة، فقد اضطر لمغادرة بلده في عام 1953م والعيش في الخارج لسنوات طويلة، تنقل خلالها بين بغداد و بيروت و دمشق حيث أستقر بها إلى عام 1975م حيث عاد بعدها إلى بلده واستقر بها، أسس خلال غربته الطويلة هو و بعض زملائه جريدة و إذاعة «صوت الجزيرة العربية» التي كانت تصدر من «دمشق» و «القاهرة» في نفس الوقت.
عمل بعد عودته كمدير لشئون الموظفين و الإدارة في مصنع الزجاج بالدمام ثم انتقل إلى العمل في مجموعة مؤسسات «عبدالرحمن علي التركي (أتكو)» كرئيس التنسيق و العلاقات العامة إلى أن تقاعد عن العمل و قد جاوز الستين من عمره.
واصل «عبدالعزيز» نشاطه الفكري والثقافي بعد تقاعده، فظل يكتب المقالات في الصحف المحلية ويشارك في الحوارات الفكرية والاجتماعية، كما عُرف بمكتبته الغنية التي ضمّت كتبًا في السياسة والتاريخ والأدب، وكان يستقبل فيها الزوّار والباحثين والمحبين للنقاش الهادئ والرصين.
تميّز بأسلوبه المتزن وحجته العقلانية، وكان يُعرف بين أبناء جيله بالثقافة الواسعة وصدق الكلمة، وحرصه على توثيق الأحداث والوقائع التي عاصرها، ما جعله مرجعًا في تاريخ المنطقة الشرقية خاصةً في الفترة الممتدة من منتصف القرن العشرين حتى نهايته.
وقد أشاد به عدد من الكتّاب والصحفيين المعاصرين، واعتبروه من الروّاد الذين ساهموا في بناء الوعي الصحفي والوطني في تلك المرحلة المبكرة من نشأة الإعلام في المملكة. ترك أثرًا طيبًا في كل من عرفه، وظل اسمه يتردد في الأوساط الإعلامية والثقافية بوصفه أحد الشخصيات التي جمعت بين الفكر والعمل، وبين الوطنية والمسؤولية الاجتماعية.
تزوج «عبدالعزيز» أولى زوجاته من بيت «البيطار» من أهالي مدينة «دمشق» و رزق منها بثلاثة بنات و ثلاثة أبناء «نبيل، خالد، عبدالرحمن»، ثم تزوج من بيت «الجامع» و لم يرزق بأطفال نظراً لقصر مدة الزواج التي لم تتجاوز ستة أشهر ، ثم تزوج من بيت «الأفندي» و رزق بابنتين و ولدين هما «محمد و عبدالله».
رحل «أبو نبيل» في 25 شعبان 1433هـ الموافق« 19 فبراير 2012م» وخلّف خلفه سيرةً حافلة بالعمل والعطاء والالتزام، لا تزال تُروى باعتزازٍ وفخر في ذاكرة أسرته وأصدقائه وقرائه.
صورة عبدالعزيز بن عبدالرحمن السنيد